البرهان يداعب جندي وهو يضحك.. وتحليل كيف خرج البرهان من الخرطوم؟
بعيداً عن الرأي العام السوداني الذي هاجمت كثرته مواقف البرهان لدرجة الذهاب بعيداً إلي إتهامه بالتواطؤ والتخاذل .. بعيداً عن هذا الرأي وقريباً منه لايمكن لأي سوداني في وجدانه مثقال حبة من رجالة وشجاعة إلا أن يقف مذهولاً و(مندهشاً) للصور الحية والمشاهد المؤثرة التي غزت وسائل التواصل الإجتماعي في الساعات الأولي من صباح اليوم وهي توثق للجولة العفوية لقائد الجيش السوداني الفريق البرهان وهو يتجول وسط جنوده ويتناول قهوة وشاي الصباح في محل شاي بالحارة 100 أقصي شمال مدينة أم درمان .. • لايمكن التقليل من الأثر المعني المذهل لهذه الصورة .. • توقفت كثيراً عند مشهد تحية البرهان العفوية لأحد الجنود .. الجندي تسمّر في مكانه .. لايكاد يصدق أن القائد العام ( شخصياً ) من يصافحه .. وهنا داعب البرهان الجندي وهو يضحك بطريقة توضح أن قائد الجيش ( تحرر نفسياً ) من ضغوط كثيرة علي كاهله وأنه أكثر سعادة بزيارة هذا الجندي الشجاع في ثغرة حراسته .. • سبقت هذه الزيارة تسريبات أول أمس تقول إن البرهان سجل زيارة إلي موقع المدرعات بعملية أمنية معقدة وألتقي قيادة العمليات هناك ثم غادر بعد أداء صلاة المغرب داخل حوش المدرعات !! • وبين مصدقٍ ومكذبٍ لهذا التسريب جاءت زيارة برهان إلي ضباط وجنود المواقع العسكرية بأم درمان لتضع أكثر من علامة استفهام وتعجب لكيفية وتوقيت خروجه من القيادة العامة للجيش!! • الآن أمامنا 3 احتمالات .. أقواها عندي الثالث !! • الأول : أن البرهان خرج عن طريق عملية تأمين عالية أظهرت قدرات المنظومة الأمنية التي تحيط بالبرهان .. • الثاني: هنالك خطوط إمداد وحركة وتواصل بين القيادة العامة وكل المناطق العسكرية بمدن العاصمة المثلثة وهو ماينفي عملياً فرية مليشيا التمرد بسيطرتها علي كل مفاصل ولاية الخرطوم .. • الثالث : وهو الأقوي عندي أن قيادة العمليات العسكرية قد تم نقلها إلي مكان أكثر أمناً خارج القيادة العامة للجيش !! • القيادة العامة بوضعها الحالي ليست المكان المناسب لإدارة العمليات الحربية ولكنها المكان الرمزي لقيادة الجيش السوداني والدفاع عنها حتي آخر نفس وروح هودفاع عن كرامة وتاريخ الجيش .. • إدارة العمليات الحربية من مكان آخر خارج القيادة سيتم بعيداً عن الضغوط والتفكير في سد منافذ التسلل إلي قلعة الجيش الحصينة . وعليه فإن ظهور البرهان اليوم هو بداية مرحلة جديدة في خط سير حرب الجيش ضد مليشيا التمرد .. سيقود البرهان العمليات الحربية من موقع جديد ربما تم اختياره بتقديرات عسكرية تم حسابها بدقة .. • هذا الإحتمال والتفسير الثالث قابل للإنهيار حال تأكدت عودة البرهان إلي القيادة العامة للجيش وخروجه منها مرة أخري ..ثم العودة ثانية !! • صور البرهان أحدثت أثرها السالب في أوساط جنود وضباط ومناصري مليشيا التمرد التي تعتمد الصور والفيديوهات رافعة أساسية لانتشال جنودها من طين الاحباط .. والآن أمام المليشيا خياران لا ثالث لهما لمحو صدمة صور قائد الجيش مع جنوده .. • الخيار الأول : أن يظهر قائد عصابات المليشيا حميدتي في مشهد مشابه .. مشهد غير مدبلج وغير مصنوع .. مشهد يتجول فيه قائد التمرد وسط جنوده بأسواق دقلو بشرق النيل أو سوق القش بغرب أم درمان ويرسل من خلال هذا الظهور رسائل مباشرة ومنها رسالة تعزية لقوات فاغنر الروسية بعد مصرع قائدها بريغوجين !! • الخيار الثاني : أن تسيطر مليشيا التمرد عاجلاً علي موقع مهم يزيح ترند ظهور البرهان في وادي سيدنا عن دائرة إهتمام الشعب السوداني الذي يحب الرجل الفارس وإن كان يخالفه الرأي والموقف !! • إن لم تتمكن مليشيا التمرد من هذا أوذاك وهو أمر متوقع ، في هذه الحالة ليس أمامها غير الجلوس أمام شاشات هواتفها والاستمتاع بمشاهدة الأهداف الصاروخية لبرهان في شباك مليشيا آل دقلو !! عبد الماجد عبد الحميد