حرب السودان.. صحفيون ومعلمون يضطرون للعمل بمهن بديلة
متابعة:الرؤية نيوز
السودان / بهرام عبد المنعم/ الأناضول
ـ الصحفي لؤي عبد الرحمن، من مراسل لقناة فضائية خليجية إلى مزارع وصياد سمك
ـ الصحفي عمر الكباشي: عملي في بيع الفلافل كان نتاجا للتضييق بسبب الحرب
ـ المعلم عبد الباسط علي: أعمل صباحا ومساءً وأقتسم الدخل اليومي مع صاحب التاكسي
ظروف الحرب في السودان أجبرت إعلاميين ومهندسين ومعلمين إلى الانخراط بمهن بديلة في المدن التي نزحوا إليها من العاصمة الخرطوم، لتأمين احتياجات الأسرة ومجابهة ظروف الحياة.
ومع استمرار الاشتباكات المسلحة بين الجيش وقوات “الدعم السريع” بالخرطوم، فقد عدد كبير من الصحافيين وظائفهم، ما اضطرهم إلى النزوح إلى الولايات الآمنة، والبحث عن مهن أخرى لاكتساب المال وتوفير الحياة الكريمة لأسرهم وأطفالهم.
الصحفي السوداني لؤي عبد الرحمن، مراسل قناة فضائية خليجية، فقد مهنته منذ الطلقة الأولى للحرب، وذهب مباشرة إلى ولاية الجزيرة (وسط) هربا من الرصاص ودوي المدافع في الخرطوم.
وحول هذا التحول الجذري في حياته يقول عبد الرحمن، في حديثه للأناضول: “بعد الحرب مباشرة نزحت مباشرة إلى ولاية الجزيرة في منطقة البشاقرة شرق التي تقع على ضفة النيل الأزرق”.
وأضاف: “فقدت العمل لثلاثة أشهر، ونظرا لأن طبيعة العمل مرتبطة بالإنتاج وعدم وجود تعاقد رسمي فيما يتعلق بالراتب الشهري الثابت، توقفت التحويلات المالية مباشرة مع توقف العمل، لذلك بحثت عن وسائل بديلة لكسب العيش للحصول على رزق أطفالي لأنني أعيل أسرة”.
وتابع: “فكرت أثناء تواجدي على النيل الأزرق في اصطياد الأسماك، وبالفعل اشتريت الأدوات وذهبت إلى النيل مرات عديدة ونجحت في اصطياد الأسماك ووزعتها على الأسرة والجيران، وكذلك أنشأت مزرعة في مساحة كبيرة بالمنزل تتوفر فيها المياه وزرعت كل أنواع الخضروات”.
وأضاف: “الأسرة لم تذهب إلى السوق لشراء الخضروات لفترة طويلة، وهناك أفكار تجارية كثيرة أود تنفيذها بسبب توقف العمل الصحفي، ولكن حاليا اكتفيت بالزراعة المنزلية واصطياد الأسماك”.
من جهته، يقول الصحفي عمر الكباشي: “بداية عملي في مجال بيع الفلافل كانت نتاجا للتضييق بسبب الحرب في الخرطوم المفروضة على الناس”.
وأوضح الكباشي في حديثه للأناضول: “نحن الصحفيين عانينا الأمرين، وأنا أحد الناس من المفترض أن أواصل في مجال الصحافة لكن الحرب حالت دون ذلك جراء فقدان المسكن، لذلك قررت التوجه إلى ممارسة مهنة أخرى”.
وأردف: “قتل عمي وأصيب أفراد من الأسرة جراء اقتحام من أفراد الدعم السريع المنزل الذي نقطنه بالخرطوم، ونجوت من الموت بأعجوبة، بعد ذلك توجهت إلى ولاية الجزيرة خاصة وأن والدتي تعاني من داء السكري”.
وأضاف: “ظللت أبحث عن عمل، ولدي زوجتان وطفل من الزوجة الأولى، فكان لا بد من إيجاد عمل”.
واستطرد الكباشي: “بدأت ببيع خضروات في قرية أربجي بولاية الجزيرة، لكن الخسارة كانت كبيرة، وعملت في بيع الفلافل ولم أنجح، ثم ذهبت إلى مدينة الحصاحيصا، وبدأت العمل في شراء وبيع الخراف”.
وتابع: “ثم فكرت في عمل جديد، وهو بيع الأطعمة الخفيفة والمشروبات، وبدأت في بيع الفلافل وسلطة الفواكه، وكانت تجربة جيدة”.
وقال الكباشي: “أفكر في افتتاح صالون للحلاقة لزيادة الدخل اليومي لتلبية احتياجات الأسرة”.
من جهته، يقول المعلم بالمرحلة الثانوية، عبد الباسط علي، إنه بحث عن مهنة بديلة للتدريس، بعد توقف المدارس بسبب الحرب، لتوفير الأموال وتلبية المتطلبات اليومية للأسرة.
وأشار علي في حديثه للأناضول، إلى أنه اضطر إلى العمل سائق سيارة أجرة، داخل مدينة مدني حاضرة ولاية الجزيرة (وسط)، لتوفير المصروفات اليومية لأطفاله الصغار.
وأضاف: “أعمل في الفترتين الصباحية والمسائية، وأقتسم الدخل اليومي مع صاحب التاكسي نهاية اليوم، وأعود إلى أطفالي بالطعام والفواكه”.
وتابع: “أتمنى إيقاف الحرب، والعودة إلى وظيفتي في مهنة التدريس، لأني عملت بها لأكثر من 20 عاما، والمهنة البديلة مرهقة نفسيا وجسديا”.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان يخوض الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وأكثر من 5 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.
ويتبادل الجيش بقيادة البرهان، و”الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.