شمائل النور تعلق على خطابي الجنرالين
وصفت الكاتبة الصحفية، شمائل النور، خطابي قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان، بأنهما منفصلان تماما عن الواقع الذي يعيشه السودانيون الآن في كل بقاع البلاد. واعتبرت أن كلا الخطابين يحملان كما من الهروب من المسؤولية وتنكر للواقع بشكل يكاد لا يستحق التعليق.
ورغم أن الخطابات روتينية في مثل هذه المناسبات، ترى شمائل النور في حديثها لراديو دبنقا إلا أن السودانيين كانوا ينتظرون قرارات شجاعة من الجنرالين بالمضي إلى الأمام لتحقيق اتفاق يوقف هذا الجحيم الذي يعيش فيه كل السودانيين.
وعن اعتذار حميدتي في خطابه لسكان الجزيرة أو سكان الجنينة أو غيرها من المناطق التي تعرضت لانتهاكات واسعة، وصفت شمائل النور ذلك وعدم المسؤولية بالمعنى الحرفي وأن الحديث عن عدم انتماء هؤلاء للدعم السريع أمر غير مفهوم وغير مقبول بالمرة، لأن ما فعله الدعم السريع في الخرطوم هو ما فعله في دارفور وهو ما فعله في بعض مناطق كردفان ويفعله في الجزيرة في أعلى سقف من البشاعة. وأشارت إلى أنه ليس مطلوبا من حميدتي الآن أن يعتذر عن ما يحدث في الجزيرة بعد ما تخلى الجيش عن حماية المواطنين وأسقط هذا الحق الدستوري والأخلاقي، وإن ما ينتظر من حميدتي على الأقل الآن هو وقف لإطلاق النار حتى لو من طرف واحد لأن ما يعيشه السودانيون الآن جراء انتهاكات الدعم السريع تحتاج إلى أن تتوقف على وجه السرعة حتى لا تتمدد هذه الرقعة خصوصا مع ارتفاع صوت المقاومة الشعبية المسلحة والتي تجد قبولا واسعا في بعض المناطق مما سيضطر المواطنين للدفاع عن أنفسهم كحد أدنى.
وقالت شمائل النور أن ذلك بيد قوات الدعم السريع ويمكنها الأن أن توقف العمليات وتوقف التمدد على الأرض، وهذا على أقل تقدير يمكن أن يمثل اعتذارا عمليا. لكن أن صدور خطاب يحمل في كل مرة اعتذارا للسودانيين وتتواصل الانتهاكات ويموت من يموت ويقتل من يقتل ويغتصب من يغتصب فذلك أمر غير مقبول.
في السياق، وصفت شمائل النور خطاب الفريق البرهان أيضا بعدم الواقعية. واستغربت حديث البرهان عن الشعب السوداني الذي يلتف حول قواته المسلحة ويشجع على حمل السلاح وهكذا وهي مسؤولية الجيش في المقام الأول منوهة إلى أنه لا يوجد جيش حتى يلتف حوله الشعب السوداني.
وكررت الكاتبة الصحفية، شمائل النور، القول بأن ما يطلبه السودانيون الآن هو أن يمضي الجنرالين بشكل جاد لاتخاذ قرارات شجاعة لوقف هذا الجحيم الذي يعيش فيه السودانيون ويتمدد بعدما تقطعت بهم السبل داخل السودان وخارج السودان. واعتبرت أن ذلك هو ما يمكن أن يفعله الجنرالان في هذا الوقت على أقل تقدير وليس مزيد من التسويف وليس مزيد من الاعتذارات وليس مزيد من تشجيع المقاومة الشعبية المسلحة التي تذهب الآن في جميع أنحاء السودان بلا رأس وبلا قيادة مما قد يجعل الأمر ينفلت عن الجميع وتتحول لمجموعة عصابات تقاتل عصابات.