الرؤية نيوز

إبراهيم أبوكواية يكتب:إقليم وسط كردفان الامكانيات والمقومات والموقع

0

بسم الله الرحمن الرحيم
إقليم وسط كردفان
(محليات : النهود – أبوزبد – الأضية – غبيش – ودبندة – الخوي)
إعداد: أ. إبراهيم محمد صالح
أبوكواية.
جامعة غرب كردفان
……….
مقدمة:
يتمتع إقليم وسط كردفان الذي يضم المحليات الشمالية الست لولاية غرب كردفان الحالية بكل المقومات البشرية والاقتصادية والجيوسياسية والاجتماعية التي تؤهله ليكون أقليما قائما بذاته يديره أبناؤه بأنفسهم يطورون موارده لاستغلالها وتوظيفها في تنمية ورفاهية الإقليم.
سلبيات وجود المحليات الشمالية ضمن ولاية غرب كردفان:
هناك اختلافات كبرى في التركيبة السكانية والبيئية وكثير من المعطيات الاجتماعية، أدت لعدم التجانس أو العمل المشترك بين الجزئين الشمالي والجنوبي.
عند قيام الولاية لم تتم استشارة المكون السكاني الشمالي، وإنما فُرض الأمر فرضا ، وقد استغلت بعض الشخصيات علاقتها برئيس الجمهورية المخلوع لفرض سياسة الأمر الواقع رغم الرفض التام والمعارضة الشرسة من سكان المحليات الشمالية.
تم استنزاف موارد المحليات الشمالية في تشييد بنيات ومرافق ومؤسسات الولاية وتسيير دولاب العمل فيها لسنوات طويلة مع إهمال تام للتنمية في الجزء الشمالي.
هناك العديد من المشكلات التي يعاني منها الجزء الجنوبي من الولاية والتي ترمي بظلالها السالبة على المحليات الشمالية، أبرزها:
انتشار السلاح والتفلت الأمني وانتشار جرائم السلب والنهب والثأر والقتل.
عدم ترسيم الحدود مع جنوب السودان.
عدم ترسيم الحدود مع إقليم جبال النوبة ،
عدم حسم وضعية منطقة أبيي.
وجود حركات مسلحة وجماعات رافضة لاتفاق جوبا ، وتطالب بإقليم موحد يضم كل مناطق كردفان.
(1)
خيارات ومآل المحليات الشمالية الست:
لكي تنهض هذه المحليات وتلحق بركب بقية مناطق السودان فالخيار هو قيام ( إقليم وسط كردفان) أسوة ببقية أقاليم البلاد.
كل شروط مقومات الإقليم تتوافر في هذه المنطقة. وقد سبق تقديم طلبين لرئاسة الجمهورية (عام 2008م و2010م) ، مصحوبين بدراسة علمية وافية أثبتت أن المنطقة قد استوفت جميع المعايير اللازمة لقيام ولاية منفصلة آنذاك. وتم إرجاء الأمر حتى صدور الدستور الجديد. وتشمل هذه المعايير: ( المعيار الجغرافي، والسكاني ، والأمني ، والاجتماعي، والمعيار الاقتصادي(الموارد)، والبنيات الأساسية. وعلاقات الجوار، وخطط التنمية المستدامة)…
في حال تم طرح فكرة دمج الولايات لتشكيل كيانات أو أقاليم أكبر فإن الأنسب هو الاشتراك مع شمال كردفان نسبة لوجود العديد من القواسم المشتركة. ولكن شريطة أن تكون هناك ضمانات مكتوبة، أهمها:
أن تشكل المحليات الست كيانا ذا شخصية اعتبارية ( على سبيل المثال: مقاطعة ، أو محافظة ، أو ولاية أو أي مسمى يتم التوصل إليه).
أن يتمتع هذا الكيان بكامل موارده ويحصل على الدعم الداخلي والخارجي أسوة بالكيانات الأخرى.
أن يتم تمثيل أبناء المنطقة في كل الأجهزة السياسية والإدارية حسب الثقل السكاني والكفاءة.
إستبعاد خيار البقاء في غرب كردفان:
يتم استبعاد خيار البقاء في غرب كردفان للأسباب آنفة الذكر ، وتجربة عدم الانسجام والتهميش والاستغلال السابقة ، وتجربة المحاصصات القبلية والجهوية الضيقة والتي تعوق أي عمل سياسي أو إداري أو تنموي قويم.
استبعاد فكرة البقاء في غرب كردفان حتى ولو تم الاتفاق على أن تكون مدية النهود هي العاصمة. فستظل الاختلافات الجوهرية وعدم الانسجام هي السائدة وهي المعوق لمسيرة الانطلاق إلى الأمام.
(2)
ونورد فيما يلي بيانات ومعلومات موثقة عن ( إقليم وسط كردفان) ومايزخر به من إمكانات ومقومات:
الموقع :
يقع الإقليم في الجزء الشمالي الغربي من كردفان الكبرى. بين خطي عرض (14 ، 11) شمالا، و(27،29) جنوبا. يحده من الغرب ولايتا شمال وشرق دار فور، ومن الشمال مناطق الكبابيش ودارحامد. ومن الشرق ولاية شمال كردفان. ومن الجنوب مناطق المسيرية . ومن الجنوب الشرقي مناطق النوبة.
المساحة وملكية الأرض:
تبلغ مساحة الإقليم 51.634 كيلومتر مربع. وهذه الأرض مملوكة لقبيلة حمر . حيث كانت إحدى الحواكير التي تتبع لإقيم دارفور. وقد تم شراؤها من السلطان حسين بن السلطان محمد الفضل عام 1811م في عهد زعيم حمر الحاج منعم بن سالم تريشو. وتحتفظ الإمارة بصك المبايعة حتى يومنا هذا.
السكان:
يبلغ عدد السكان 2.150.000 نسمة (المصدر : السجل المدني وسجلات شركات الاتصالات للعام 2020م).
المكون السكاني:
الإقليم عبارة عن سودان مصغر تسكنه جميع مكونات قبائل السودان. حيث تسكن الإقليم قبيلة حمر بنسبة 70 % ويعيش معها في نسيح واحد وانصهار وتصاهر وانسجام العديد من القبائل السودانية، ويتمتع جميع السكان بكامل الحقوق في السكن والتملك والزراعة دونما تمييز. لذا أخذت الإدارة الأهلية بالإقليم مسمى (إمارة عموم قبائل دار حمر).
التقسيم الإداري:
يضم الإقليم حالايا 6 محليات ، هي: 1-النهود 2- أبوزبد 3- الأضية 4- غبيش 5- ودبندة- 6- الخوي).
الإدارة الأهلية:
على رأسها الأمير عبد القادر منعم منصور ، أمير عموم قبائل دار حمر، ووكيله الأمير منعم عبد القادر منعم. ويعاونهما ( 37 ) من الشراتي، والذين يتبع لهم (1387) من شيوخ القرى الكبيرة. وتساس الأمور وفق الأعراف والتقاليد ، وتحال قضايا النزاعات إلى محكمة الإمارة ( محكمة الاستئناف الوسطى).
(3)
أهم المدن والمناطق والأسواق:
مدينة النهود (حاضرة الإقليم) – أبوزبد- غبيش- الأضية – ودبندة – الخوي – صقع الجمل – خماسات – المجرور- فوجا – أرمل – عيال بخيت- الزرنخ – الدم جمد- المجرور – أبوراي- أم جاك – أم دبيبة- فاكوكي- أم بل- مركب- السعاتات- أبوقلب – قليصة – أبوسرور- برباش – السديرات- كليجو- أم مراحيك- ود أبوراسين- جبر الدار-الجنانة- دردوق- ود قاسم- الشرفة- الطرور – الرطيرط- أم خشمين- دندنة- أم عويشة – الدودية- المفرية- المقيسم- أم لبانة – وساطة- الطيب ود أم جنيح- ود حمدان- الرويانة – أم البدري- تريا- دونكي الحر- البحير…
موارد الإقليم
أولا/ الموارد المائية:
يحظى الإقليم بكميات كبيرة من المياه الجوفية والسطحية تؤهله لإحداث نهضة كبرى في مجال الري ومياه الشرب ومشروعات الزراعة وتربية الثروة الحيوانية.
يقدر مخزون المياه الجوفية ب 4 مليار متر مكعب، تغذيه سنويا كميات كافية من مياه الأمطار. يضم الإقليم 8 أحواض جوفية منها 4 أحواض كبرى تمتد لتلتقي بأحواض كبرى خارج الإقليم ، إلى جانب 4 أحواض داخليةز تفاصيلها كالآتي:
الأحواض الكبرى:
حوض النهود الجوفي: ويمتد حتى جر العسل في الجنوب الشرقي. وتغذيه مياه الأمطار سنويا ب 15 مليون متر مكعب.
حوض صقع الجمل: ويمتد حتى حوض أم كدادة.
حوض غبيش: ويمتد حتى حوض بابنوسة.
حوض دونكي الحر: ويمتد حتى حوض الفولة.
الأحواض الداخلية:
حوض ودبندة – السديرات.
حوض أرمل.
حوض أم مراحيك.
حوض جوال.
(المصدر: رسالة دكتوراة في الجيوفيزياء إعداد الباحث محمد آدم
غنية).
(4)
مناطق إنتاج الخضر والفاكهة/ ومناطق الاستزراع السمكي:
أبوزبد – فوجا – الأضية- سد أبو دزة بإدارية أرمل – سد بياض- أبوسرور – ود أبوراسين – ود الحليو- مناطق شرق النهود.
مرافق ومؤسسات اتحادية:
طريق الإنقاذ الغربي2- السكة حديد في محلية أبوزبد3 – جامعة غرب كردفان بالنهود وفروعها في غبيش والخوي وأبوزبد وودبندة. مستشفى النهود التعليمي ومستشفى النهود المرجعي. 4- محجر الخوي ومحجر السديرات 5- بورصة سوق محصولات النهود العالمية. 6- سوق النهود لصادر المواشي.
الموارد الاقتصادية للإقليم
أولا/ البترول:
حقل الزرقاء أم حديدة يضم 31 بئرا منتجة. بينها ثاني أعلى بئر إنتاجا في العالم.
وهذا الحقل من الموارد المسكوت عنها !!!! وتتعمد الجهات المعنية عدم الإشارة إليه وإلى الكميات المنتجة منه.
وهناك شواهد بتولية عديدة ززوتشير دراسات شركة شيفرون إلى أن كل المنطقة غنية بخام النفط.
ثانيا / الذهب:
الإقليم غني جدا بالذهب والمعادن النفيسة. وحاليا يتم تعدين الذهب بكمبات كبيرة فب مناطق: فوجا – الرقيق – أم بل – أرمل- عيال عريبي- عجينة- ود المأمور – ود أبو راسين. وكلها تقع في محليتي النهود وودبندة.
ويبلغ احتياطي الذهب في منطقتي أمبل والرقيق فقط ما قيمته 40 مليار دولار ( المصدر: دراسة محمد عثمان الحلاج ، ملتقى الصمغ العربي ، الأبيض ، أبريل 2021م).
المحاصيل الزراعية
يسهم الإقليم بنسبة 60% من إنتاج الصمغ العربي في السودان.
ويسهم بنسبة 40 % من إنتاج الفول السوداني في السودان.
ويسهم بإنتاجية وافرة من حب البطيخ والكركدي والدخن والذرة.
كما يسهم بإنتاجية عالية من المنتجات الغابية والنباتات الطبية.
الثروة الحيوانية:
يتميز الإقليم عن كل مناطق السودان بإنتاج وتصدير الضأن الحمري بكميات تجارية.
ينتج الإقليم كميات كبيرة من الإبل الماعز .
(5)
هناك أسواق كبرى للثروة الحيوانية بالإقليم أهمها : سوق صادر النهود – سوق صادر الخوي- سوق عيال بخيت- سوق غبيش – سوق السديرات – سوق الأضية – سوق الزرنخ- سوق كليجو – سوق أبوزبد – سوق أبوقلب- سوق فوجا ….وغيرها.
المحاجر:
يوجد بالإقليم محجران لصادر الثروة الحيوانية هما: محجر الخوي ،ومحجر السديرات بمحلية ودبندة,
إيرادات المحليات الشمالية في ميزانية ولاية غرب كردفان
جملة الإيرادات المالية الذاتية بولاية غرب كردفان للعام 2020م = حوالي 2.6 مليار جنيه (لا تتضمن ال 2% نصيب الولاية من عائد البترول).
إيردات المحليات الشمالية غير البترولية = 1.7 مليار جنيه ( ترليون بالقديم),ولم يتم تضمين إيرادات بترول وذهب الإقليم.
الزكاة: يسهم الإقليم بنسبة 85% . أداء المحليات الشمالية بلغ 230% ( المصدر الأمين العام الاتحادي لديوان الزكاة في زيارة رسمية للنهود عام 2020م).
الضرائب : يسهم الإقليم بنسبة 75%… وكبار دافعي الضرائب جميعهم من الإقليم.
القطعان: تسهم إمارة عموم قبائل دار حمر بنسبة 95% من قطعان ولاية غرب كردفان(المصدر الأمير عبد القادر منعم منصور،أمير عموم قبائل دارحمر).
عوائد وإيرادات سجلات الأراضي : تسهم مدينة النهود بنسبة 70%
شركات الاتصالات الثلاث مقرها في مدينة النهود . و90% من المشتركين موجودون في المحليات الشمالية. ويتم استقطاع ضرائب الاتصالات من المشتركين بأرقام مليارية.
عوائد الرخص التجارية والمعاملات التجارية والنفايات وغيرها : يسهم الإقليم بنسبة 70%.
الجمارك ومكافحة التهريب: مقر الجمارك ومكافحة التهريب بمدينة النهود. يسهم الإقليم بنسبة 80% من عائدات الجمارك.
التعدين الأهلي: يسهم الإقليم بنسبة 98% من الضرائب المفروضة على الذهب بالولاية.

ختاماً/ التوصيات:
أولاً:
المطالبة بقيام إقليم وسط كردفان.
ثانياً:
في حال قيام كيانات كبيرة تشكل المحليات الست كياناً مع شمال كردفان يتمتع بكل حقوقه وموارده.
ثالثاً:
استبعاد البقاء في غرب كردفان حتى في حال اقتراح نقل العاصمة إلى مدينة النهود.
( وبالله التوفيق)
……….
أ.إبراهيم محمد صالح أبوكواية/جامعة غرب كردفان
النهود/ أبريل 2021م

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!