المبعوث الامريكي يبدى اهتماماً كبيراً من قبل واشنطن بإعادة تنشيط المشاورات مع قادة القوات المسلحة السودانية
وصل المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان، توم بيرييلو، إلى القاهرة يوم الثلاثاء، حيث أبدى اهتماماً كبيراً من قبل واشنطن بإعادة تنشيط المشاورات مع قادة القوات المسلحة السودانية. تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود الرامية إلى إيجاد حل سلمي يساهم في إنهاء النزاع المستمر في البلاد.
في إطار جولته، التقى بيرييلو في الرياض مع نائب وزير الخارجية السعودي، وليد الخريجي، حيث تم تناول آخر التطورات في السودان. اللقاء يهدف إلى استكشاف سبل إنهاء الحرب، ومن المتوقع أن يتوجه بيرييلو لاحقاً إلى أنقرة لمواصلة مشاوراته.
وأكد بيرييلو عبر حسابه على منصة “إكس” أن الاجتماع يعكس الالتزام المشترك بحل الأزمة السودانية وتنفيذ إعلان جدة. وأشار إلى أهمية العمل المستمر لإنهاء النزاع، مع التركيز على إنقاذ الأرواح وتحقيق السلام، مؤكداً على التعاون الوثيق مع المملكة العربية السعودية في هذا السياق.
أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، يوم الأحد الماضي، أن المبعوث الأميركي الخاص للسودان سيبدأ جولة تشمل كل من السعودية ومصر وتركيا، وذلك في إطار الجهود المستمرة لإنهاء النزاع المستمر في السودان والتخفيف من حدة المجاعة التي تعاني منها البلاد.
وأوضحت الوزارة أن المبعوث سيولي اهتماماً خاصاً للنجاحات التي حققتها مبادرة “مجموعة التحالف من أجل تعزيز إنقاذ الأرواح والسلام في السودان”، والتي أسفرت عن اتفاق بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خلال جولة المفاوضات الأخيرة، حيث تم الاتفاق على فتح معبرين لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.
تأتي هذه الجولة في وقت حرج، حيث يسعى المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم اللازم للسودان في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة. ويأمل المبعوث الأميركي أن تسهم هذه الزيارة في تعزيز الجهود الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
كما تأتي زيارة المبعوث الأميركي إلى المنطقة كجزء من جولته الثالثة، وذلك بعد المحادثات التي جرت في جنيف في أغسطس الماضي، حيث شاركت فيها قوات الدعم السريع، بينما غاب وفد القوات المسلحة السودانية عن تلك المحادثات. هذه الزيارة تأتي في وقت حساس، حيث يسعى المبعوث إلى تعزيز الجهود الدولية لمعالجة الأوضاع الإنسانية المتدهورة في السودان.
وأوضح دبلوماسي سوداني سابق، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن زيارة المبعوث الأميركي للدول الثلاث تهدف إلى التأثير على الجيش السوداني، في ظل التنافس الإقليمي والدولي المتزايد على السودان بعد تعثر منبر جدة. وأشار إلى أن هناك حاجة ملحة لتدخل تلك الدول بشكل أكبر في الوضع السوداني، خاصة في ظل الأزمات الإنسانية المتفاقمة.
في سياق متصل، أكدت مصادر أن المبعوث الأميركي أبدى اهتماماً بالتواصل مع قادة الجيش السوداني بعد وصوله إلى القاهرة، حيث يسعى لاستئناف المشاورات التي تم إلغاؤها سابقاً. وأشار بيرييلو إلى أن الجيش السوداني يفتقر إلى الإرادة اللازمة للمضي قدماً في عملية التفاوض، مما أدى إلى فقدان فرصة المشاركة في محادثات جنيف، لكنه أكد أن الجهود ستستمر لإنهاء النزاع القائم.
