تستعد العاصمة الأمريكية واشنطن، يوم الأربعاء المقبل، لاستضافة اجتماع رفيع المستوى للمجموعة الرباعية المعنية بالأزمة السودانية، بمشاركة وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة، مصر، السعودية، والإمارات.
ويُعد هذا الاجتماع أحدث تحرّك دبلوماسي بارز في سبيل دفع جهود تسوية الأزمة السودانية، والعمل على إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، مع السعي لتدشين عملية سياسية شاملة تُفضي إلى الاستقرار السياسي ووحدة السودان.
نفي رسمي لمشاركة قطر وبريطانيا
كشفت مصادر دبلوماسية رفيعة لصحيفة “الشروق” المصرية، عن عدم صحة التقارير التي تحدثت عن توسيع تشكيل المجموعة الرباعية لتشمل دولًا مثل قطر وبريطانيا. وأكدت المصادر أن إضافة أعضاء جدد غير مطروح حاليًا، إذ يُركّز المسار الحالي على إبقاء الملف السوداني ضمن دائرة الدول ذات التأثير المباشر، لتفادي تشتيت الجهود أو تعقيد المشهد السياسي.
وأضافت المصادر أن أية تغييرات في هيكلة الرباعية ستتطلب توافقًا مسبقًا بين الدول الأعضاء، مشيرة إلى أن أولوية الاجتماع القادمة هي وقف الحرب، ووقف التدخلات الخارجية، وإرساء أسس تفاوضية واضحة.
أبرز محاور اجتماع الرباعية
يتوقع أن يناقش اجتماع الرباعية في واشنطن ملفات حساسة تتعلق بتطورات النزاع في السودان، حيث ستركّز أجندته على المحاور التالية:
وقف شامل لإطلاق النار بين الأطراف المتحاربة.
إطلاق عملية سياسية شاملة تحت مظلة إقليمية ودولية.
تحييد التدخلات الخارجية التي تُفاقم النزاع.
تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية للمناطق المنكوبة.
دعم وحدة السودان وسلامة أراضيه ومؤسساته الوطنية.
منع انهيار الدولة السودانية واستدامة تماسكها المؤسسي.
ومن المتوقع صدور بيان ختامي مشترك عقب الاجتماع، يتضمّن موقفًا موحّدًا للدول الأربعة تجاه الصراع، وخارطة طريق تمهّد لانطلاق مفاوضات سياسية حقيقية.
مصر تُكثف تحركاتها الدبلوماسية.. زيارة لأنجمينا وتنسيق مع تشاد
في سياق متصل، تواصل مصر جهودها الإقليمية لتقريب وجهات النظر حول الملف السوداني، حيث أجرى وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبدالعاطي زيارة رسمية إلى أنجمينا، عاصمة تشاد، ضمن جولة أفريقية شملت عددًا من دول الجوار.
وشهدت الزيارة مباحثات موسعة مع وزير الخارجية التشادي عبدالله صابر، تناولت تطورات الأزمة السودانية، وسبل الحد من تداعياتها الإنسانية والأمنية على المنطقة.
تشاد: مستعدون لدعم أي مبادرة تُنهي الحرب
في بيان رسمي، أكدت وزارة الخارجية التشادية دعمها الكامل لأي مبادرة إقليمية أو دولية تُسهم في إنهاء النزاع في السودان، مشيرة إلى أن استمرار الحرب يُهدد استقرار الإقليم بأكمله، ويُفاقم الأزمات الإنسانية في الداخل السوداني وعلى الحدود.
وأعرب وزير الخارجية التشادي عن استعداد بلاده للعب دور إيجابي في جهود الوساطة، بالتنسيق مع الدول المجاورة والمنظمات الدولية.
ترقّب لبيان حاسم يحمل رسائل دولية
يتوقع أن يصدر بيان ختامي قوي عن اجتماع واشنطن المرتقب، يحمل رسائل واضحة لجميع الأطراف السودانية، ويؤكد على أهمية العودة إلى مسار تفاوضي يقود إلى تشكيل حكومة مدنية تُدير المرحلة الانتقالية، وتُنهي حالة الانقسام السياسي والانهيار الأمني.
كما سيشدد البيان على أهمية تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وضرورة إنشاء آلية رقابية لضمان وقف إطلاق النار، مع التزام الدول الأربعة بدعم السودان سياسيًا، وإنسانيًا، ودبلوماسيًا.
اضغط هنا للإنضمام الي مجموعاتنا في
