منحة ضخمة من الهند للشعب السوداني
في خطوة إنسانية تعبّر عن عمق العلاقات الثنائية بين نيودلهي والخرطوم، دشّن المستشار أحمد محمد عثمان، ممثل مفوض عام العون الإنساني، إلى جانب قرجا شانكر جوشي القائم بأعمال سفارة الهند بالسودان، شحنة مساعدات جديدة وصلت إلى الميناء الجنوبي في مدينة بورتسودان، تشتمل على 2000 طن متري من الأرز، منحة مقدمة من الحكومة الهندية لدعم الشعب السوداني المتضرر من الصراع القائم.
منحة من الشعب الهندي لصديقه السوداني
وفي كلمته خلال تدشين الشحنة، عبّر المستشار أحمد عثمان عن تقديره الكبير للهند حكومة وشعبًا، مشيرًا إلى أن هذه المنحة تأتي امتدادًا للمواقف النبيلة والدعم المتواصل الذي ظلت تقدمه الهند للسودان في مختلف المراحل، خاصة في فترات الأزمات.
ودعا عثمان الدول الصديقة والشقيقة إلى حذو ذات النهج، وتقديم المزيد من التدخلات الإنسانية العاجلة لصالح الشعب السوداني، الذي يعيش أوضاعًا مأساوية بسبب الحرب الدائرة، والنزوح الواسع الذي طال مناطق متفرقة من البلاد.
دعم مباشر للنازحين الذين هجّرتهم المليشيا
وأوضح أن شحنة الأرز الهندية سيتم توجيهها إلى النازحين الذين تم تهجيرهم من مناطقهم قسرًا على يد المليشيا الإرهابية في مختلف أنحاء السودان، بما في ذلك إقليم دارفور، في محاولة للتخفيف من معاناتهم اليومية وتوفير الحد الأدنى من احتياجاتهم الغذائية.
تعزيز العلاقات الثنائية ومناشدة بالسلام والاستقرار
من جهته، أكد قرجا شانكر جوشي القائم بأعمال سفارة الهند في الخرطوم، أن هذه المنحة تعكس عمق العلاقة بين البلدين، وتُعبّر عن تضامن الشعب الهندي مع الشعب السوداني في هذه المرحلة الحرجة.
وأضاف جوشي أن بلاده تتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقًا للعلاقات السودانية الهندية، معربًا عن أمله في أن يعمّ السلام والتنمية والاستقرار في السودان، حتى يتمكن من تجاوز هذه المحنة والعودة إلى طريق البناء والنمو.
الموانئ السودانية على أهبة الاستعداد لاستقبال المساعدات
وفي السياق ذاته، أوضح عبدالله حسين، مدير الإدارة العامة للميناء الجنوبي، أن الموانئ السودانية، وبالتحديد ميناء بورتسودان، على أتم الاستعداد لاستقبال المساعدات الإنسانية القادمة من الدول الصديقة والمنظمات الدولية.
وأكد أن هناك تنسيقًا تامًا مع كافة الجهات الفنية ذات الصلة، مثل الجمارك، والمواصفات والمقاييس، والحجر الزراعي، بهدف تسهيل الإجراءات وتسريع عمليات التفريغ والنقل إلى مستحقيها، بما يضمن وصول المساعدات في التوقيت المناسب إلى المناطق المتأثرة.
وشدد حسين على أن الميناء الجنوبي يعمل في حلقة تكاملية مع الشركاء المحليين والدوليين لتسهيل تدفق المساعدات، مشيرًا إلى أن هناك آلية متابعة مباشرة تضمن وصول الشحنات إلى الجهات التي تستحقها، وتجنب أي تأخير أو عراقيل بيروقراطية.
استمرار الحصار والمعاناة.. والمساعدات شريان حياة
تأتي هذه المنحة في ظل تزايد الاحتياجات الإنسانية في السودان، حيث تسببت الحرب المستمرة في نزوح مئات الآلاف، وتدهور الوضع الغذائي والصحي بشكل حاد. وتعتبر المساعدات الخارجية شريان حياة للملايين من السودانيين الذين يفتقرون لأبسط مقومات العيش، ما يجعل الدور الدولي حيويًا في تخفيف حجم الكارثة.
ويُنظر إلى المنحة الهندية على أنها مبادرة تمهيدية لحراك دولي أوسع، قد يسهم في إغاثة المتضررين وتخفيف الأعباء المعيشية، ريثما تتهيأ الأرضية السياسية والإنسانية لاستعادة الاستقرار الشامل في البلاد.
نبض السودان