رشان اوشي تتحدث عن شروط البرهان للسلام خلال لقائه بالسيسي في القاهرة
متابعة:الرؤية نيوز
كشفت الصحفية رشان أوشي، في مقال نشرته عبر صفحتها الرسمية، أن رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، حمل إلى القاهرة موقفًا واضحًا من أي تسوية سياسية تخص السودان، مؤكدًا أن البلاد لا ترفض السلام، لكنها ترفض أن يُصاغ مصيرها دون إرادتها. وقالت أوشي إن البرهان شدد خلال لقائه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على أن من أراد الوساطة فليأتِ بيدٍ نظيفة، لأن الكرامة السودانية ليست بندًا تفاوضيًا يُطرح على طاولة المصالح الدولية.
وأوضحت أوشي، نقلًا عن مصادر مطلعة، أن البرهان اشترط خلال اللقاء أن تستند أي تفاهمات أو حوارات سياسية إلى اتفاق جدة، باعتباره الإطار الوحيد الذي حظي باعتراف رسمي، وشكّل مرجعية عملية لوقف إطلاق النار وتدابير بناء الثقة. وأضافت أن البرهان لم يكتفِ بالتأكيد على المرجعية، بل مضى إلى تحديد ثلاثة شروط رئيسية تمثل جوهر الموقف السوداني من أي عملية تسوية أو وساطة قادمة.
السيطرة على السلاح
وقالت أوشي إن أولى تلك الشروط تمثلت في تجميع المقاتلين في معسكرات خاضعة للجيش السوداني، مشيرة إلى أن البرهان اعتبر أن أي حديث عن السلام دون السيطرة على السلاح يظل وهمًا سياسيًا. ونقلت عنه قوله إن السلام لا يمكن أن يتم في ظل واقع تتناثر فيه الميليشيات على الأجزاء الغربية من البلاد، وأن أولى خطوات الحل هي تجميعها تحت إشراف الجيش الوطني، بما يضمن وحدة القرار العسكري ويعيد للدولة احتكار القوة الشرعية.
إبعاد دقلو
وأشارت أوشي إلى أن الشرط الثاني الذي طرحه البرهان كان إبعاد آل دقلو عن المشهد السياسي والعسكري، حيث اعتبر أن جوهر الأزمة لا ينفصل عن الطموحات الشخصية لعائلة دقلو التي حولت ميليشيا الدعم السريع إلى كيانٍ فوق الدولة. وأكد البرهان، بحسب أوشي، أن أي عملية سياسية تُبقي على هذا النفوذ خارج نطاق المحاسبة تُعد إهانة لدماء السودانيين الذين سقطوا نتيجة جرائم تلك الميليشيا، مضيفًا أن السلام الحقيقي لا يُبنى بوجود من تلطخت أيديهم بالدماء في معادلة السلطة.
رفض الإمارات
وأضافت أوشي أن الشرط الثالث تمثل في رفض مشاركة الإمارات في أي وساطة دولية، ما لم توقف الأخيرة دعمها المالي والعسكري لمليشيا الدعم السريع. ونقلت عن البرهان قوله إن من موّل الحرب لا يمكن أن يكون وسيطًا في السلام، مشددًا على أن الطريق الوحيد أمام الإمارات، إن رغبت في المساعدة، هو التوقف الكامل عن دعم الميليشيات، والتعامل مباشرة مع حكومة السودان الشرعية.
الرباعية تحت الضغط
وأوضحت أوشي أن أبوظبي رفضت هذه الشروط، وأصرّت على البقاء ضمن إطار اللجنة الرباعية الدولية التي تضم الولايات المتحدة، المملكة العربية السعودية، وبريطانيا، في محاولة للحفاظ على نفوذها داخل مسار الأزمة السودانية، رغم الاتهامات الرسمية الموجهة إليها بدعم طرف متمرد على الدولة. وقالت إن اللجنة الرباعية تجاوزت دور المراقب إلى دور الموجّه، وهو ما يرفضه السودان بشدة، خاصة بعد أن كان ضغطها المتكرر باتجاه الاتفاق الإطاري أحد الأسباب المباشرة لانفجار الحرب.
سيادة غير قابلة
واختتمت أوشي تقريرها بالتأكيد على أن السودان لا يمكن أن يقبل وساطة جديدة تُعيد إنتاج الفشل القديم، أو تُكافئ الميليشيات على حساب الجيش والمؤسسات الوطنية. وقالت إن البرهان، من خلال هذه الرسائل الثلاث، رسم موقفًا سودانيًا حازمًا ومستقلًا، يؤكد أن السيادة غير قابلة للمساومة، وأن السودان وإن رحّب بالجهود الإقليمية الصادقة، لن يقبل أن تُدار أزمته من عواصم تملك مصلحة في استمرارها. وأضافت أن الإرادة السودانية وحدها هي القادرة على صياغة سلامٍ حقيقي، لا يقوم على التسويات الهشّة، بل على العدالة والكرامة الوطنية.