الرؤية نيوز

في مؤتمر صحفي عاصف بدار حزبه ..عمر الدقير يفتح النيران على (حمدوك)

0

الخرطوم: الرؤية نيوز

تقرير: سفيان نورين

(يصعب على المرء ان يخفي الشعور بالمرارة والخذلان العميق) بهذه الجملة بدأ القيادي بقوى الحرية رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير شن هجوم عنيف على رئيس الوزراء عبد الله حمدوك والمكون العسكري بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ازاء اجراءات (25) اكتوبر الماضي وتوقيع الاتفاق السياسي، لافتاً خلال مؤتمر صحفي بدار حزبه امس الى ان حمدوك اصبح رئيساً للسلطة الانقلابية وانهم سيعملون على اسقاطه، في حين طالب بفرز وإبعاد مكونات الحرية والتغيير المؤيدة لاتفاق (البرهان ــ حمدوك) لاسيما رئيس حزب الامة القومي الذي عدُهُ الدقير انه خانته الحصافة السياسية والتقديرات.

قمة الإهانة

زعيم حزب المؤتمر السوداني بدأ حديثه بعملية الاعتقالات التي طالته قبل ان تعود السلطات وتطلق سراحه الخميس الماضي، واصفاً اياها ــ اي الاعتقالات ــ بانها كانت اعلى درجات الاهانة، اسوة بالاعتقالات ابان عهد المؤتمر الوطني المحلول، منوهاً بانه تم اعتقاله من داخل غرفة نومه الخاصة معصوب العينين، جراء اقتحام قوة مدججة بالاسلحة الرشاشة منزله واقتياده الى المعتقل باكاديمية جهاز الامن، في وقت وصف فيه المعاملة داخل المعتقل طيلة فترة حبسه بالطيبة.

وعدّ استمرار بقية الموقوفين داخل المعتقلات انه يقدح في الاتفاق السياسي الذي نص على اطلاق سراح جميع المعتقلين، وأضاف قائلاً: (المعتقلين ديل لقطوهم في دقايق، عشان تطلق سراحهم بكلفك شنو غير تفتح ابواب الزنازين).

إضفاء الشرعية

ووصف الدقير الذي كان يتحدث بحزن عميق اتفاق (البرهان ــ حمدوك) السياسي بانه اعلان انقلابي كامل، وانه تم على وقع حراك شعبي ممهور بالدم رافض لذلك للانقلاب، مؤكداً ان الاتفاق لن يفعل شيئاً غير اضفاء شرعية على بيان انقلاب (25) اكتوبر الماضي.

وتساءل متحسراً: (ما الذي يجعل رئيس الوزراء عبد الله حمدوك كشخص اتت به قوى الحرية والتغيير ان يقبل ازاحة هذه القوة وتحل مكانه في اتفاق سياسي، وهذا سياسياً واخلاقياً غير مقبول، وما كان مناسباً ترك الناس الذين اتوا بك ووزراؤك في المعتقلات وتمضي على الاتفاق).

وبحسب الدقير فإن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك قَبِلَ ان يكون رئيساً لوزراء الانقلاب والانضمام الى معسكرهم، منوهاً بأن المضحك والمحزن ــ رغم وصف حمدوك لاجراءات (25) بالانقلاب ــ انه وقع على اتفاق تأسس على قرارات قائد الانقلاب عبد الفتاح البرهان، وقال: (ان هذا المشهد اشبه بمقطع مسرحية عبثية امام الشعب).

الصعود بـ (الدبابة)

واتهم عبد الله حمدوك بالرضاء بالصعود لمنصب رئاسة الوزراء على ظهر دبابة، عقب ان كان ذلك المنصب على اكتاف الارادة الشعبية، وأضاف قائلاً: (اصبح حاله كحال بني اسرائيل استبدل الذي هو ادنى بالذي هو خير)، قبل ان يعود ويقول ان حمدوك خانته التقديرات والحصافة السياسية، واضاف متعجباً: (اذا هو انقلاب كيف يوقع على الاتفاق؟) ومضى قائلاً: (المفارقة ان المكون العسكري ورئيسه يسمع رئيس الوزراء ليلاً ونهاراً وهو يصف اجراءات (25) بانها انقلاب ولا يحرك ساكناً، وكأن الامر تبادل ادوار).

خذلان عميق

وقلل الدقير من وضع رئيس الوزراء الحالي، مؤكداً انه موظف في السلطة الانقلابية، وواصل قائلاً: (هو شنو الخلى حمدوك يعمل كده؟ انت كل القوى الشعبية والسياسية والمجتمع الدولي كانت ملتفة حولك، وتوقيعك على الاتفاق كان اشبه بكسر ظهر الحركة الجماهيرية).

وجزم بأنه ليست هنالك ضمانة عقب توقيع حمدوك على الاتفاق السياسي بعدم استمرار سفك الدماء مرة اخرى والاقتياد الى المعتقلات.

ومضى الدقير والحسرة على محياه قائلاً: (يصعب على المرء ان يخفي الشعور بالمرارة والخذلان العميق لما حدث لاشواق الشباب الذين استأمنوك على احلامهم وآمالهم بأن يكون هناك عبور لمستقبل يليق بالسودان).

ومضى الدقير في شن هجومه اللاذع، واصفاً ما حدث في (25) اكتوبر المنصرم بالانقلاب ونقض لاتفاق دستوري تواثقت عليه الارادة الشعبية بقوة السلاح والاجراءات الاستثنائية، معتبراً ان الملاسنات والحرب الكلامية التي دارت قبل اجراءات البرهان غير مبررة لذلك الانقلاب، لولا الرغبة في الاستفراد بالسلطة والسيطرة عليها.

(فرز الكيمان)

وبرأ رئيس حزب المؤتمر السوداني قوى الحرية والتغيير من صفقة (البرهان ــ حمدوك) التي افضت الى الاتفاق السياسي، مؤكداً ان مشاركة مكونات من التحالف تمت بصفة شخصية.

واوصد الدقير الباب امام اية محاولات للقاء مع رئيس الوزراء، مؤكداً انه لا توجد فرصة للحرية والتغيير لأن تعمل مع حمدوك وفق قرارات الانقلاب الذي علق كافة المواد المتعلقة بالتحالف، مطالباً في الوقت ذاته بفرز الكيمان تجاه المؤيدين للاتفاق السياسي من الحرية والتغيير، وانه لا مكان في الحرية والتغيير لمن يؤيد ذلك الاتفاق، وقال ان هذا واضح.

وبشأن موقف حزب الامة القومي المتضارب من الاتفاق السياسي، اكد ان الموقف الصادر عن مؤسسات الحزب الرسمية والشباب رافض لهذا الاتفاق، الا انه استدرك قائلاً: (صحيح هناك تصريحات من رئيس الحزب المكلف برمة ناصر، وهذا شأن يحسمه حزب الامة).

قطع الطريق

وطالب الدقير رئيس حزب الامة القومي بالتراجع عن موقفه لجهة انه يقف في الجانب الخطأ، واضاف قائلاً: (برمة ناصر خانته الحصافة السياسية والتقديرات).

واكد أن موقف الحرية والتغيير وحزبه يعتبر ان ما حدث في (25) اكتوبر الماضي انقلاباً لقطع الطريق امام التحول المدني الديمقراطي، متوعداً بمقاومة ذلك الانقلاب والاتفاق السياسي معاً برفقة الجماهير وتشييعه الى مثواه الاخير بمزبلة التاريخ.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!