مبارك أردول : الأوضاع باتت أكثر وضوحا في السودان بعد فشل الحل العسكري
أكد مبارك أردول، عضو اللجنة السياسية للحرية والتغيير “الكتلة الديمقراطية”، رئيس المكتب السياسي للتحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية في السودان، أن ما جاء في البيان الختامي لقمة دول جوار السودان في القاهرة، لا يلغي دور مفاوضات جدة في المملكة العربية السعودية المنعقدة حاليا، ويمكن تقسيم الملفات فيما بين جدة ودول الجوار.
وقال في اتصال هاتفي مع “سبوتنيك”، الاثنين، إن “مفاوضات جدة حققت انتصارا إنسانيا مهما جدا تم التوقيع عليه خلال الأسابيع الماضية، ويتمثل في ضرورة خروج الدعم السريع من منازل المواطنين السودانيين والمرافق الصحية، ويجب أن تنفذ قوات الدعم السريع هذا الاتفاق، كما لا يجب أن يتخلى المواطنون والجيش عن هذا الاتفاق المتعلق بالعدائيات والعملية الإنسانية، لأن به إقرار من الدعم السريع بتواجدهم في المواقع المدنية والمرافق الصحية، تلك المكاسب التي تحققت في جدة لا تتعارض إطلاقا مع مخرجات دول الجوار في القاهرة”.
وأشار أردول إلى أن باقي المسارات، مثل المسار السياسي والمسار العدلي وإعادة الإعمار، يمكن أن يتم تقاسم تلك الملفات فيما بين الوساطات المتعددة، كل تلك الأمور تحتاج إلى تنسيق وترتيب فيما بينها.
وأوضح السياسي السودان أن “قمة دول إيغاد التي عقدت في إثيوبيا، تم دفن مخرجاتها التي لم تقبلها الخرطوم في قمة دول الجوار في القاهرة، لأن تدخل إيغاد لحل الأزمة كان يمس السيادة الوطنية في السودان، وبعد قمة دول الجوار تفرقت أو تم فض القوة التي كانت قد تمركزت في العاصمة الكينية نيروبي التي تنتظر الانتشار في السودان”.
وفيما يتعلق بطبيعة قوات الدعم السريع، قال أردول:” الدعم السريع كان قوة موجودة في السودان بحكم القانون، لكن بعد تمردها على الجيش يجب الجلوس معها للوصول إلى كيفية إنهاء هذا التمرد إذا كانوا حريصين على أمن واستقرار البلاد وحقن الدماء، والحكومة السودانية من منطلق حرصها على خلق قطاع أمني واحد في البلاد سوف تجلس مع الدعم السريع سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، حتى يتم الوصول إلى ما يحقق السيادة الوطنية للبلاد”.
ولفت أردول إلى أن “بوادر الحل قد تكون واردة بعد دخول الأزمة شهرها الرابع، خاصة أن الدعم السريع فقد الكثير من قوته وقياداته وبنيته التحتية، وفقد أيضا المشروع الذي تحرك من أجله لتقويض السلطة في السودان، كما فقد أيضا السند الشعبي، لذا هم ليس لديهم خيار آخر سوى السلام، لأن القوات المسلحة السودانية تكتسب كل يوم أراض ومواطنين جدد، واليوم الاستجابة عالية لمسألة التدريب والتأهيل”.
واختتم بقوله: “إن سبب طول الحرب في البلاد أن بعض القوى الإقليمية والدولية لم تتدخل لحل الأزمة من البداية، أملًا في أن يحقق الدعم السريع تفوقا على الجيش، ويتم تغيير الحكومة وإعادة هيكلة الجيش بالطريقة التي تريدها قوات الدعم السريع، لكن هذا الأمر فشل، والسيناريوهات القادمة واضحة بأن يتم دمج ما يمكن دمجه من قوات الدعم السريع إلى الجيش وفق اللوائح والقوانين المعمول بها، هذا بجانب بدء حوار سياسي يشمل كل الأطراف، ولا توجد خيارات أخرى بخلاف ذلك”.