*🕊️الزاجل الإخبارية🕊️*
في خطوة تهدف إلى تقييم الوضع الصحي والبيئي الراهن، عقدت ولاية الخرطوم اجتماعًا موسعًا للجنة العليا للطوارئ وإدارة الأزمة، برئاسة الوالي أحمد عثمان حمزة، حيث استعرضت اللجنة تقارير مفصلة حول جهود مكافحة نواقل الأمراض، بما في ذلك الإجراءات العلاجية والوقائية التي اتخذتها وزارة الصحة خلال الفترة الماضية. الاجتماع الذي انعقد يوم الأربعاء، جاء في ظل تحسن ملحوظ في مؤشرات الإصابة بحمى الضنك، والتي كانت قد سجلت معدلات مقلقة في الأشهر الأخيرة، خاصة مع تزامن موسم الأمطار وتفاقم التدهور البيئي في العاصمة والولايات المجاورة.
تراجع الإصابات
أعلنت اللجنة العليا للطوارئ أن ولاية الخرطوم شهدت انخفاضًا كبيرًا في حالات الإصابة بحمى الضنك، بعد أن كانت قد سجلت آلاف الحالات في أعقاب الحرب التي اندلعت في 15 أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأوضح المدير العام لوزارة الصحة، الدكتور فتح الرحمن محمد الأمين، أن حملات التفتيش المنزلي ساهمت بشكل مباشر في تقليص عدد الإصابات، كما انخفضت أعداد المرضى المنومين في المستشفيات. وأكد أن الوزارة ستواصل جهود المكافحة، مع التركيز على شواطئ النيل والبرك التي خلفها الفيضان، باعتبارها بؤرًا محتملة لتكاثر النواقل.
دعم ميداني
أشاد الاجتماع بالحملات الميدانية التي تنفذها قوات الدفاع المدني في جميع محليات الولاية، والتي انتقلت مؤخرًا إلى مرحلة الحملات النوعية، مستهدفة المناطق الأكثر عرضة للتلوث والانتشار الوبائي. كما استعرض الاجتماع تقريرًا من هيئة مياه ولاية الخرطوم حول المعالجات التي تمت في المناطق التي كانت تعاني من العطش، مشيرًا إلى سرعة استجابة الهيئة للبلاغات الواردة ومعالجتها بشكل فوري. وفي ذات السياق، استضاف الاجتماع مدير الهلال الأحمر القطري، الدكتور صلاح الدعاك، الذي أبدى استعداد مؤسسته لتقديم مساعدات في مجالات الصحة ومحطات المياه، دعمًا للجهود المحلية في مواجهة الأزمة.
ناقش الاجتماع أيضًا أداء قطاع الكهرباء، حيث تم الوقوف على المجهودات المبذولة في مجال النقل والتوزيع، واستمرار أعمال الصيانة للمحطات والخطوط، إلى جانب الجهود الرامية إلى توزيع الحمولات بشكل متوازن لضمان استقرار التيار الكهربائي في مختلف مناطق الولاية. كما أشار الاجتماع إلى تدخلات هيئة الطرق والجسور ومصارف المياه، بالتعاون مع الإدارة العامة للدفاع المدني، في التصدي لمخاطر الفيضان، وتعزيز المناطق الهشة لمنع تسرب المياه إلى الأحياء السكنية، في إطار خطة متكاملة لحماية البنية التحتية والخدمات الحيوية.
معالجة إنسانية
وفي محور إنساني، ثمّن الاجتماع أداء اللجنة المشتركة المكلفة بنقل رفاة الشهداء من الأماكن العامة ودفنها في المقابر، مؤكدًا أهمية هذا العمل في حفظ الكرامة الإنسانية وتنظيم المشهد العام في المناطق المتأثرة. كما وجه والي الخرطوم بضرورة تنفيذ برنامج تنموي عاجل لمعالجة أوضاع المدارس التي تضررت جراء الحرب، مشددًا على أن التعليم يمثل أولوية قصوى في مرحلة التعافي، ويتطلب تدخلًا سريعًا لإعادة تأهيل المؤسسات التعليمية وضمان استئناف العملية الدراسية في بيئة آمنة ومستقرة.
