تطورات عسكرية جديدة في بابنوسة
متابعة:الرؤية نيوز
تشهد مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان، أوضاعًا حرجة من الناحية العسكرية، بسبب حصار محكم تنفذه قوات التمرد بعد فراغها من احكام السيطرة على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وحشد قوات التمرد عدد كبير من الجنود والآليات إلى بابنوسة، وبدأت في شن هجمات على موجات مثلما فعلت في الفاشر، وهو ما دفع العديد من الخبراء والمراقبين العسكريين إلى التحذير من مغبة التهاون في بانبوسة وتركها لمصير الفاشر.
وتجددت المعارك لليوم الرابع على التوالي بين الجيش السوداني في الفرقة 22 بابنوسة وقوات التمرد التي هاجمت الفرقة خلال الساعات الماضية بأكثر من 4 هجمات متتالية، تصدت لها القوات هناك، ونشرت عناصر من المليشيا فيديوها تؤكد بانها على ابواب الفرقة بعد ان تجاوزت الدفاعات المتقدمة وتوغلت إلى داخل الأحياء حتى كلية السلام.
وجبلت قوات التمرد قوات كبيرة من اتجاه الفولة من الجانب الشرقي وأبوزبد، تحت غطاء من قصف مدفعي مكثف ومسيرات استراتيجية وانتحارية استهدف أطراف المدينة وبعض المواقع العسكرية للفرقة.
ولتحقيق تلك الغاية منحت قوات التمرد حوافز مالية قدرها 600 دولار أمريكي لكل مقاتل، مقابل المشاركة في العمليات العسكرية بمدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان، ووفقاً لشهادات ثلاثة من سكان مدينة الضعين، تحدثوا لـ”دارفور24″ فإن الدعم السريع دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة من شرق دارفور إلى بابنوسة، بعد صرف الحوافز المالية نقداً. وأكد عدد من أصحاب الصرافات المالية أن المئات من عناصر الدعم السريع توافدوا على نقاط التحويلات المالية لصرف الدولار مقابل الجنيه.
كما أفاد شهود عيان لـ”دارفور24″ بأن الدعم السريع نقلت أسلحة ثقيلة عبر جرارات كبيرة تحت حراسة أمنية مشددة، في طريقها إلى بابنوسة. وأضافوا أن عدداً من الجرحى في صفوف الدعم السريع تم نقلهم من بابنوسة إلى مدينة عديلة بواسطة سيارات إسعاف.
وقال مصدر عسكري بحسب (الزاوية نت) إن قوات الجيش في بابنوسة يقاتلون بضراوة وما زالوا، لكنهم يحتاجون من كل الشعب الدعوات، يحتاجون السند من اخوانهم في القوات المسلحة والقوات المساندة مكافئة على صمودهم الأسطوري في بقعة محاطة بالمرتزقة.
وقالت الصحفية رشان أوشي إن الوضع في الفرقة (22) بابنوسة حرج للغاية حيث أن المليشيا حشدت ذات القوات التي أسقطت الفاشر، وتحاصر الفرقة بالتكتيك نفسه، وأضافت “نعلم أن الجيش أدرى بعمله، وأن العزم على تحرير البلاد متوفر، لكن الوقت ينفذ بسرعة أخشى أن يستفيق السودانيون على نكبة جديدة في كردفان إن لم يُتحرك فوراً”.
وأعلنت قوات التمرد عن اسقاط طائرة مسيّرة من طراز (أكانجي) تركية الصنع بمنطقة بابنوسة بولاية غرب كردفان، بعد أيام من اسقاط طائرة “إليوشن” وهو يشير إلى امتلاكها منظومة دفاع متقدمة ربما جبلتها من الفاشر أو ولايات دارفور.
بينما قال الخبير العسكري محمد مصطفى صالح إن المليشيا عليها إظهار أي حطام واضح أو بقايا يمكن نسبها لمسيرة أكانجي التي ادعت انها اسقطتها وإلا فإن عجزت عن ذلك فيلزموا الصمت ويتوقفوا عن الصراخ المذعور.
ونوه إلى أن حديثهم المتكرر عن إسقاط الأكانجي التي قصفت مواقعهم بدقة مرارًا وتكرارًا لا يعكس سوى حالة الهلع العميق والرعب المتجذر منها وإن صح ادعاؤهم وهو أمر مستبعد تمامًا فأنهم بذلك توثقون للعالم بأن من يقصفكم هي قواتنا الجوية وبأسلحتها المتطورة.
وقال الصحفي عزمي عبدالرزاق إنه ليس لديه اطلاع على ما تعمل عليه قواتنا، والخطط العسكرية التي وضعتها، ولا أعرف ما إذا كانت هناك هدنة قائمة؟ أو ما إذا توقفت العمليات العسكرية من طرفنا، على الأقل نتيجة لتلك الهدنة المزعومة.
ونوه إلى ان استمرار الجنجويد في ارتكاب المجازر لم يتوقف قبل وبعد احتلال الفاشر وبارا، وهذه الميليشيا لا تخشى التصعيد العالمي لأنها تدرك أنها تحظى بحماية خارجية، من الإمارات والمبعوث الأمريكي تحديداً، لذلك، تستمر في هجماتها المتواصلة على بابنوسة وجبال النوبة.
وأضاف “ورغم أن قواتنا هناك في وضع أفضل نسبياً وتنجح في صد جميع الموجات، إلا أنه من المحزن أن نشهد تكرار المأساة والمعاناة لسكان المنطقة، فنحن نتعامل مع مرتزقة لا يرقبون في أحد إلاّ ولا ذمة؛ جميعهم على شاكلة ‘أبولولو’، بما في ذلك (دقلو) نفسه، وهذا الوضع يستدعي تحركات عاجلة لاستعادة بارا و الخوي والنهود، وفك الحصار عن بابنوسة وبقية المناطق المحاصرة، وعقد اتفاقيات تعاون عسكري مشترك مع مصر وتركيا والسعودية، هم الأقرب إلينا.
وتابع “أقول هذا من منطلق المشفق، وإن كنت لا أملك معرفة كافية بتدابير القيادة العسكرية، لكنني أثق تماماً في جيشنا، من بعد الله، فنحن أصحاب حق وقضية، ندافع عن بلدنا بما يمليه علينا الواجب، نتعامل مع عدوان استعماري تشارك فيه العديد من الدول والمرتزقة.
وقال الناشط محمد حسن المجمر إن معارك بابنوسة تمثل تحديا سياسيا بالنسبة للميليشيا وتفسر عند الجيش بأنها صراع وجودي، وتشبه معارك بابنوسة في هذا التوقيت تحديدا ما يسميه محبي كرة القدم بشوط المدربين وهو الشوط الذي تظهر فيه قدرات المدرب على تسجيل وتحليل نقاط ضعف النادي الأخر ليستغلها ضعف في الجزء الأخير من المباراة.
وماذا عن خطط المدربين في ملعب بابنوسة ؟
وأكد انه من البديهي انه ” لا يمكن للعدو أن يتسلل لمناطق سيطرتك مرتين بنفس التكتيك وفي نفس التوقيت “، يلعب عامل الضغط السياسي الذي تمارسه الجهة التي تدفع تكاليف الحرب على الميليشيا دورا مهما في تعبئة وشحن القادة الميدانيين وقواتهم في غرب كردفان ، يريدوا منهم أن ينجزوا هذه المهمة للحاق برهانات تتعلق ببترول ” أبيي” ورد الجميل لحليفهم المزنوق ” من مثانته ” سلفاكير ميارديت
لن يستطيعوا تكرار سيناريو إسقاط الفاشر بمساعدة الطيران الاماراتي وغاز الاعصاب في بابنوسة لماذا؟.
استفادت قيادة الجيش من درس الفاشر الاتي :
– ان تحرس حدود البلاد برا وجوا وان تنقض على أي تحركات تقوم بها أي جهة أجنبية أولا بأول وهذا يضع الميليشيا في حالة نقص وحوجة للإمداد الخارجي بل والاستنزاف كما يفعل حسين دارموت الان
– نقطة ان الغالبية العظمى من مقاتلي الفرقة ” 22″ بابنوسة هم من أبناء غرب كردفان ” الذين وقفوا مع الوطن ” تخصم كثيرا من حسابات الميليشيا التي تراهن على السرعة وكثافة النيران والدعاية الإعلامية امام مقاتلين يعرفون كل شيء عن تحركاتها بما في ذلك مشكلة نقص الوقود وإسبيرات العربات القتالية ووجود ما يزيد عن 1500 مصاب وسط قواتهم موزعين بين بيوت ومستشفيات المجلد والخرصان وغيرها
وتابع “في الحرب كل شيء وارد ، ولكل معركة ظروفها الخاصة ، لكن الثابت أن القائد العميد حسين دارموت يملك من الكفاءة والبدائل الميدانية الجاهزة ما سيجعل من مدينة بابنوسة ” راس الجسر ” الذي ستنطلق منه قوات ” متحرك الصياد ” إلى عمق إقليم دارفور، حديث نبوي: (لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين ).
