مجلس السيادة يتحرك ويعلن تعهدات
التقى نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد مالك عقار إير، اليوم الأربعاء بمدينة بورتسودان، وفد “نداء جنوب كردفان وأبيي” في لقاء وصف بالمهم، تركز على مناقشة تطورات الأوضاع الإنسانية المتدهورة في الإقليمين، في ظل الاعتداءات المتكررة من قبل مليشيا الدعم السريع المتمردة.
الاعتداءات على المدنيين واستخدام المساعدات كسلاح
وبحث اللقاء التداعيات الخطيرة للأزمة الإنسانية التي يعيشها سكان جنوب كردفان ومنطقة أبيي، لا سيما في ظل ما وصفته مصادر الوفد بـ”الانتهاكات الجسيمة” التي تمارسها مليشيا الدعم السريع ضد المدنيين العزّل.
وأكد الوفد خلال اللقاء أن المليشيا المتمردة استخدمت المساعدات الإنسانية كورقة ضغط وسلاح في صراعها، ما أدى إلى تفاقم معاناة السكان. وشدد الوفد على أن عمليات التهجير القسري والاستهداف الممنهج للقرى تهدف للسيطرة على الأراضي وتغيير التركيبة السكانية في الإقليم.
نداء يوحد الصف الوطني
وأشاد نائب رئيس مجلس السيادة القائد مالك عقار بمبادرة “نداء جنوب كردفان وأبيي”، والتي تهدف إلى حشد الجهود الشعبية والرسمية لمواجهة الأزمة الإنسانية ودعم الوحدة الوطنية.
واعتبر عقار أن هذه المبادرة تمثل خطوة إيجابية تعكس إدراك القوى المحلية لحجم التحديات التي تواجه سكان المناطق المنكوبة، مؤكدًا أهمية العمل المشترك لإنهاء معاناة المدنيين عبر آليات وطنية شاملة.
التزام بمناقشة المطالب داخل مجلس السيادة
وتعهد نائب رئيس مجلس السيادة بمناقشة المطالب التي قدمها الوفد داخل مجلس السيادة الانتقالي، في إطار سعي القيادة العليا للدولة لإيجاد حلول عملية وفعالة توقف تدهور الوضع الإنساني في جنوب كردفان وأبيي.
كما شدد عقار على ضرورة معالجة جذور الأزمة، سواء على المستوى الأمني أو الإنساني أو التنموي، لضمان استقرار المنطقة وعودة النازحين إلى قراهم، مشيرًا إلى أن المرحلة تتطلب تنسيقًا عاليًا بين الجهات الرسمية والفعاليات المجتمعية.
“نداء جنوب كردفان وأبيي”: مطالب إنسانية عاجلة
وأكد الوفد أن مطالبهم تركزت على ضرورة الإسراع في إيصال المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة، وتأمين عودة المواطنين إلى مناطقهم، بجانب محاسبة المتورطين في الاعتداءات ضد المدنيين، وتوفير الحماية اللازمة لهم.
كما دعا الوفد إلى تحرك وطني شامل لوقف الأعمال العدائية، وتشكيل لجنة طوارئ عليا تكون مهمتها الاستجابة الفورية للأوضاع في الميدان.
مشهد إنساني مأساوي يستدعي التدخل السريع
وتشهد مناطق واسعة في جنوب كردفان وأبيي أوضاعًا إنسانية وصفت بالكارثية، حيث انقطعت الإمدادات الأساسية، وانهارت الخدمات الصحية والتعليمية، فضلاً عن موجات نزوح واسعة طالت آلاف الأسر بسبب استمرار الهجمات المسلحة.
وتحذر منظمات محلية ودولية من تفاقم الأزمة في حال لم يتم التدخل السريع والعاجل، معربة عن قلقها من أن يتحول الوضع إلى كارثة ممتدة يصعب احتواؤها في المستقبل القريب.
دعوة للمنظمات والمجتمع الدولي
وفي ختام اللقاء، دعا الوفد الحكومة والمنظمات الإغاثية الدولية إلى تحمل مسؤولياتها الإنسانية تجاه المدنيين المتضررين، مطالبًا بتكثيف الجهود الإغاثية والدعم اللوجستي للمناطق المحاصرة، والعمل على فتح ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية.
كما طالب الوفد بضغط دولي على المليشيا المتمردة لوقف انتهاكاتها فورًا، مؤكدًا أن الصمت الدولي سيشجع على تكرار جرائم التهجير والتجويع الممنهج.
نبض السودان