بيان من الجيش السوداني: النصر قريب والمعركة مستمرة والرد قادم
متابعة:الرؤية نيوز
في أول ظهور إعلامي له منذ توليه منصب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، أطلق العميد الركن عاصم عوض تصريحات حادة تؤكد تمسك الجيش بخيار المواجهة، متعهداً باستعادة كل شبر من الأراضي السودانية، في وقت تتصاعد فيه تداعيات انسحاب الجيش من مدينة الفاشر، آخر معاقله في إقليم دارفور، وسط دعوات لتوثيق الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها.
الجيش يتعهد بالرد واستعادة الأرض
قال العميد الركن عاصم عوض، الناطق الرسمي الجديد باسم القوات المسلحة السودانية، إن النصر قريب، وإن ما وصفه بـ”مليشيا آل دقلو الإرهابية” لن تنعم بما اغتصبته، مؤكداً أن “كل شبر من أرض الوطن له رجال يدافعون عنه حتى آخر رمق”. جاءت هذه التصريحات بعد ساعات من إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، التي كانت آخر موقع عسكري للجيش في الإقليم.
دعوة لتوثيق الانتهاكات في الفاشر
في أول تصريح رسمي له منذ توليه المنصب خلفاً للعميد نبيل عبدالله، دعا عاصم وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية إلى توثيق ما وصفها بجرائم قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر، ونقل صوت الضحايا إلى العالم، مشدداً على ضرورة عدم الصمت تجاه ما يُرتكب من فظائع بحق المدنيين. وأكد أن القوات المسلحة ستظل ثابتة، صامدة، ومتمسكة بعقيدتها الوطنية، ولن تساوم في الدفاع عن سيادة السودان ووحدته.
صمت رسمي أعقبه تعهد بالعودة
تصريحات الناطق الرسمي جاءت بعد فترة من الصمت المؤسسي، حيث لم تصدر القوات المسلحة بياناً مباشراً بشأن ما جرى في الفاشر، واكتفت بتصريحات رئيس مجلس السيادة القائد العام الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، الذي أقر بانسحاب الجيش من المدينة تجنباً لمزيد من الخسائر البشرية في صفوف المدنيين. وأكد البرهان أن الجيش “سيقلب الطاولة وسيعود مجدداً”، مشيراً إلى أن الانسحاب كان قراراً ميدانياً اتخذته القيادات العسكرية والأمنية في المدينة.
البرهان: قادرون على تطهير الأرض
في كلمة بثها التلفزيون الرسمي، شدد البرهان على أن القوات المسلحة والمشتركة قادرة على تحقيق النصر، قائلاً: “نستطيع أن نقلب الطاولة ونطهر هذه الأرض ونقضي على هؤلاء المرتزقة”. وأوضح أن القيادات في الفاشر قررت مغادرة المدينة بعد أن تعرضت لتدمير ممنهج وقتل واسع للمدنيين، وتمت الموافقة على هذا القرار لتجنيب السكان مزيداً من الدمار.
تعهد بالمحاسبة والقصاص
تعهد رئيس مجلس السيادة بمحاسبة قوات الدعم السريع على ما وصفها بالجرائم المرتكبة في الفاشر وفي مناطق أخرى من السودان، مؤكداً أن الشعب السوداني سيحاسب من وصفهم بـ”المجرمين”، وأن القوات المسلحة ستنتصر لأنها مسنودة بإرادة الشعب. وأضاف: “نطمئن أهلنا بأننا عازمون على أن نقتص لكل شهدائنا، ونقتص لما حدث لأهلنا في الفاشر”، مشيراً إلى أن الأعراف الدولية تُنتهك دون أي مساءلة، لكن الشعب السوداني لن يصمت.
خلفية النزاع: صراع على السلطة
اندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، نتيجة صراع على السلطة خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات تقود إلى حكم مدني. وأسفر النزاع عن نزوح ملايين السودانيين، فيما يعاني أكثر من نصف السكان من الجوع والأمراض. وتسيطر قوات الدعم السريع حالياً على معظم إقليم دارفور، بينما يحتفظ الجيش بالسيطرة على النصف الشرقي من البلاد، في ظل استمرار المواجهات العسكرية وتفاقم الأزمة الإنسانية.
