الرؤية نيوز

بخاري بشير يكتب: مع (أم الدنيا).. العلاقة التي نريد!

0

من أهم الروابط التي تقوي وتنمي العلاقات بين الشعوب، وخاصة عندما تكون بين دول (متجاورة)، فتح أبواب التعاون المشترك في كافة المجالات وتبادل الخبرات، والفائدة تعم الدولتين بالقطع، وهذا هو المبدأ (رقم صفر) في العلاقات الدولية.. هذا الابتدار مرده الى أن هناك خبراً أسعدني جداً اليومين الماضيين، وهو اللقاء الذي جمع وزير النفط السوداني السيد محمد عبد الله مع السفير المصري الجديد بالخرطوم الاستاذ هاني صلاح, وتناول لقاؤهما سبل الدفع بالتعاون والشراكات بين القطرين في مجالات الكهرباء والطاقات المتجددة.
وكل ذلك مرده الى أن العلاقة بين الجارتين اكثر من (تأريخية)، وسبق لكتاب كثر ان تناولوا هذه العلاقة، ونحن هنا لا نريد أن نكرر (المعروف بالضرورة) في طبيعة هذه العلاقات التي تجمع القاهرة والخرطوم، فكلاهما يمثل للآخر امتداداً طبيعياً وبينهما أكثر من قاسم مشترك، وما أريده الدخول مباشرة الى حيز التعاون وعقد الشراكات وفتح أبواب الاستثمار لتشمل كافة القطاعات وليس قطاع الكهرباء والطاقات المتجددة وحده.
وهي ذات الخطوة التي جاء بها السفير الجديد الى الخرطوم، وينبغي أن تقابلها الخرطوم بمزيد من الاهتمام، فالمطلوب اليوم من قيادتي الدولتين وسفارة كل منهما في البلد الآخر، أن يفتحوا النوافذ والأبواب والولوج مباشرة الى فوائد الشعبين، وهي فوائد تكتمل وتنهض وتنمو بالمزيد من التنفيذ على أرض الواقع، وليس بالمقابلات المباشرة التي تطغى عليها العلاقات العامة.
بالتأكيد أن قطاع الطاقات البديلة والكهرباء من القطاعات الحيوية التي يحتاجها أي اقتصاد نامٍ، حيث لا انتاج بلا طاقات فهي حجر الزاوية لأية نهضة، ونعلم ما يعانيه السودان في هذا القطاع على وجه التحديد. صحيح أن هناك (اجتهادات) بعضها في العهد السابق وبعضها مازال يتلمس خطاه، لكن ما لا شك فيه أن هناك (عجزاً كبيراً) في قطاع الطاقة الكهربائية او الطاقات البديلة (شمسية، رياح وغيرها).
ويحتاج السودان بشدة الى ان ينقل تجارب الدول الأخرى ليفيد ويستفيد، ولمصر تجارب ضاربة وعميقة الجذور في هذا الجانب من التقانة، ومن الممكن جداً أن تفتح هذه المشروعات التي تدارسها السيد الوزير مع السيد السفير أبواباً عظيمة بين البلدين، ومن الممكن جداً ان تقدم هذه العلاقة دفعاً كبيراً للاقتصاد.. ونعلم تماماً الاهتمام المصري بالسودان وسعيها الدائم لمده بالمشروعات والأفكار.. فالتعاون في مجالات الطاقة لم يكن الأول، فقد سبق للقاهرة أن مدت السودان بخطوط كهرباء وشرعت في دراسة خط سكك حديدي يربط البلدين. وقطعاً لن يكون التعاون في هذا الجانب هو الأخير.
وهذا ذات ما أكده السفير المصري هاني صلاح عندما قال: (ان إمكانات وقدرات مصر ورغبتها فى التوجه نحو السودان تتمثل فى الدخول فى شراكات).. وقال: (نقدر تطلع الشعب السوداني للاستفادة من الطاقة الكهربائيةـ وهو ما يشجعنا على الاقدام نحو الاستثمار فيها).
والجوانب التي تجمع البلدين كثيرة، وممكن جداً أن تكون أساساً لشراكات حقيقية يشعر بها شعب وادي النيل.. ورغم قصر الوقت الذي تسلم فيه السفير هاني مهامه سفيراً لمصر بالسودان، الا أنه ظهر بقدرات كبيرة ونشاط عالٍ لنقل العلاقات الى رحابة (الفعل).. الى حيث الخطوات العملية والتنفيذ المباشر لمشروعات على أرض الواقع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!